مشاعر متناقضة في رحلة قراءة رسائل سيلفيا الممتدة لأكثر من ٢٠ عام. بدت لي سيلفيا كشخص ساذج وطفولي ويبحث عن الحب والقبول من الآخرين للشعور بالرضى عن نفسه، إلا أنها وبعد ارتباطها بزوجها الشاعر تيد وبعد ما أصبحت أمًا لطفلين، أصبحت أكثر نضجًا. كانت زوجة مخلصة وأمًا متفانية.
الرسائل التي تقع في فترة اكتشافها لخاينة تيد لها مع عشيقته آسيا، رسائل ثقيلة على القلب وأعتقد أنني أنهيتها بصعوبة كبيرة، أن تستيقظ فجأة على واقع مر لم تخطط له وأحلام مهدمة بمستقبل تحقق فيه ذاتك ورغباتك.
أعترف بأنني شعرت في بداية الأمر بأن سيلفيا شخصية سيئة لأنها اختارت الرحيل بطريقة بشعة تاركة خلفها طفليها فريدا ونيكولاس، إلا أنني أصررت على متابعة القراءة لأتأكد من حكمي عليها. أدركت بعدها أن سيلفيا شخصية قوية، وأنها قاومت لفترة طويلة شعورها بالوحدة والضعف والعبء الثقيل الملقى عليها بتخلي والد أطفالها عن مسؤولياته وتهربه منها ليعيش مع عشيقته.
دفعني الأمر للبحث في مصير أطفالها وعائلتها بعد موتها، وكما قيل في أحد المقالات " يقال إن الانتحار عادة يستهدف اثنين، لكن انتحار سيلفيا جرّ وراءه ثلاثة أرواح في أوقات متفاوتة، أو أربعة على الأصح إذا أضفنا إلى قائمة الضحايا زوجها الشاعر تيد هيوز الذي أجبر على الموت حياً في قبر الصمت طوال 36 عاماً."
انتحر ابنها نيكولاس شنقًا في عمر ٤٧ ، وانتحرت عشيقة زوجها آسيا ويفل بنفس الطريقة التي انتحرت بها سيلفيا، ولكنها أخذت معها روح ابنتها (شورا) الغير شرعية من تيد.
