يتضمن محتوى هذا الكتاب مدخلاً إلى المنطق اللاصورى مع شرح نقاط عدة مهمة حول مختلف جوانب الموضوع, ثم التمهيد لباقي أجزاء الكتاب: جزء أول يجمع مختلف المغالطات المنطقية مرتبة حسب الأولوية ومدى الانتشار, ثم جزء ثان يجمع أهم الانحيازات الإدراكية التى توضح مزالق العقول ونقائصها.
يوضح (دو بوتون) أن سعينا لأن نكون محبوبين ومقدرين يتفوق على سعينا لحيازة أي شئ آخر، بل إن كل ما نقوم به يهدف إلى تحسين مكانتنا، ذلك أن موقعنا على درجات السلم الاجتماعي يلعب دوراً حاسماً في حياتنا لأن صورتنا الذاتية تعتمد بشدة على ما يراه الآخرون فينا. لكنه يتساءل أيضاً: هل يستحق البحث عن المكانة أن نقدم التضحيات؟
نظرة فاحصة لنفسية الجماهير تدعونا حقيقة للتفكير فيما يحدث في مجموعات الجماهير الصاخبة الغاضبه وكيف للمحرك والقائد الذي يبدو اقل ذكائاً وأقل عقلانيةً، كيف هو قادر على تحريك هذه المجموعات وتوجيهها إلى ما يريد من عواطف بلاوعي ولا عقلانية ويوضح الكتاب لنا تلك الأدوات التي نستطيع بها التأثير بشكل مباشر في نفسية الجماهير وتوجيهها إلى ما نريده منها .
ينطلق الدكتور الوردي في كتابه من مبدأ يقول بأن المفاهيم الجديدة التي يؤمن بها المنطق الحديث هو مفهوم الحركة والتطور، فكل شيء في هذا الكون يتطور من حال إلى حال، ولا رادّ لتطوره، وهو يقول بأنه أصبح من الواجب على الواعظين أن يدرسوا نواميس هذا التطور قبل أن يمطروا الناس بوابل مواعظهم الرنانة. وهو بالتالي لا يرى بكتابه هذا تمجيد الحضارة الغربية أو أن يدعو إليها، إنما قصده القول: أنه لا بد مما ليس منه بد، فالمفاهيم الحديثة التي تأتي بها الحضارة الغربية آتية لا ريب فيها، ويقول بأنه آن الأوان فهم الحقيقة قبل فوات الأوان، إذ أن العالم الإسلامي يمد القوم بمرحلة انتقال قاسية، يعاني منها آلاماً تشبه آلام المخاض، فمنذ نصف قرن تقريباً كان العالم يعيش في القرون الوسطى، ثم جاءت الحضارة الجديدة فجأة فأخذت تجرف أمامها معظم المألوف، لذا ففي كل بيت من بيوت المسلمين عراكاً وجدالاً بين الجيل القديم والجيل الجديد، ذلك ينظر في الحياة بمنظار القرن العاشر، وهذا يريد أن ينظر إليها بمنظار القرن العشرين ويضيف قائلاً بأنه كان ينتظر من المفكرين من رجال الدين وغيرهم، أن يساعدوا قومهم من أزمة المخاض هذه، لكنهم كانوا على العكس من ذلك يحاولون أن يقفوا في طريق الإصلاح، جاء الكتاب كمحاولة لسن قراءة جديدة في مجتمع إسلامي يعيش بعقلية الماضين عصر التطور الذي يتطلب رؤيا ومفاهيم دينية تتماشى مع الواقع المُعاش.
هذا عملٌ مبهجٌ يُثْبتُ أنّ الفلسفة يمكن أن تكون مصدرًا أسمى للمساعدة على التفكير في المشكلات الأكثر تسبُّبًا للألم. ويكشف آلان دو بوتون الحكمة العمليّة في كتابات بعضٍ من أعظم المفكّرين في كلّ العصور، لتكون النّتيجة كتابًا غير متوقَّع في العزاء والبهجة في آن.
لقد شاهدت 12 من إجمالي 221